أنا الآن في مطعم مغربي بقرطبة..
جائني نادل المطعم.. و أخذ منا طلبنا ثم سألنا عن بلدنا..
- نحن من مصر .. وأنت؟ من المغرب؟
- نعم.. (ثم سكت هنيهة).. من الجزائر.. (ومضي سريعا)
حينما عاد مرة أخري ليقدم لنا الطعام قلنا له:
- نريد منك أمرين.. أولا ثلاث أكواب من الشاي..
- وثانيا؟
- نريدك أن تعلم أنا نحب الجزائر..
- أكيد أكيد أخي .. نحن اخوة.. نحن أبناء لا إله إلا الله محمد رسول الله
- صحيح
ثم ذهب و عاد بعد فترة وقال:
- إن من فعل هذا هم من غير المثقفين.. موجودين في كل مكان.. لكن المثقفين لا يتأثرون بهذه الأشياء
- وأنت ماذا تعمل؟
- أنا هنا أحضر ماجيستير..
- ما شاء الله .. في أي تخصص؟
- في الهندسة الزراعية.. و أعمل في المطعم ليلا..
وحينما هممنا بالخروج.. طلب منا أن نتصور معا.. وأخذنا صورة .. ورحلنا
أنا أحب الجزائر.. و شعبها.. وأهلها.. وكل بلد يجمعنا به تاريخ ولغة ودين..
إن أوروبا التي حاربت بعضها البعض قرونا طوال.. ولا يجمع فيما بينها دين ولا لغة ولا ناريخ.. تتوحد
ونحن الذين نملك كل مقومات الوحدة.. نفترق..
يالسخرية القدر..
ما أشد ما نحتاج إلي أن نعي درس الوحدة من الأندلس.. التي ما ضيعها شيء مثلما ضيعها التفرق..
_____________
بعد أن كتبت هذه المدوّنة.. قابلت جزائري آخر يملك مطعما..وحينما علم أننا مصريين أصرّ أن يعزمنا علي طبق من البطاطس صنعه بنفسه.. وقال: نحن نعتذر عما فهل بعض الجزائريين.. هؤلاء أغبياء لا يمثلوننا..
No comments:
Post a Comment