Saturday, December 12, 2009

مشاهدات أوروبية..


بعض هذه المشاهد استوقفتني في هذه الرحلة..

(1)

أول مشهد رأيته في مطار أمستردام عندما خرجت كان مكتبة صغيرة لبيع الكتب.. ثم كان بعد ذلك أني رأيت المكتبات في كل مكان.. فلا تخلو شوارع أربعة من مكتبة .. وما تعجبت منه أنه في بعض هذه المكتبات, هناك طابور من الناس ينتظرون دورهم في شراء الكتب..

(2)

وهي مشاهدة متصلة بسابقتها.. إنها في المترو و الحافلات المخصصة للمواصلات.. ما أن تتحرك الحافلة حتي تجد ثلاث أرباع الجالسين قد أخرجوا كتبا و بدأوا يقرأون..

(3)

رجلٌ طاعنٌ في السن يزيد علي الثمانين عاما.. يلبس ملابس الرياضة كاملة.. من البنطلون إلي الخوذة.. ويجري حول حديقة عامة و في يده يحمل زجاجة من عصير البرتقال..

(4)

ساحة عامة في مدينة غرناطة.. تمتلأ بالألعاب التي تناسب الكبار و الأطفال.. ألعاب للتسلية و أخري للذكاء.. والناس جميعا يلعبون و البسمة تعلو وجوههم.. ويهنئون بعضهم بعضا و يتمازحون بغير أن يعرف أحدهم الآخر.. والألعاب جميعها مجانية جاءت بها البلدية لتسعد الناس..

(5)

هذا مشهد يتكرر في كل شارع عشر مرات علي الأقل.. رجل يقبّل امرأته ويضمها إليه في الطريق..

(6)

لا يخلو ميدان عام من رجل يجلس و معه آلة موسيقية يعزف عليها باقتدار مدهش.. ثم يمر الناس يستمتعون بعزفه لبعض الوقت .. ويضعون له بعض المال في صندوق يضعه أمامه .. ويمضون

(7)

تفانين و أشكال بالضوء في كل الشوارع و الميادين العامة .. ويختلف شكل الضوء من شارع لآخر.. مبهرة حقا..

(7)

كانت السماء تمطر مطرا شديدا في شوارع أمستردام.. وأنا لا أحمل شمسية .. فما إن أمر علي رجل أو امرأة في الطريق حتي يبتسمون ويدخلونني بودٍ شديد تحت شمسيّاتهم لبعض الوقت.. إلي أن أبتسم لهم و أمضي..

(8)

تلك السيدة العجوز التي كانت تجري مع كلب لها في أحد الحدائق (وللحدائق العامة حديث ذو شجون).. المهم.. طلبنا منها أن تأخذ لنا صورة.. فابتسمت و أخذت لنا الصورة.. ثم قبل أن ترجع لنا الكاميرا نظرت حولها و تأمّلت المكان.. ثم طلبت منا أن نقف في مكان آخر.. وبودٍ شديد أخذت لنا صورة أخري.. وصورة ثالثة.. ثم مضت

(9)

استوقفنا البوليس في الطريق من قرطبة إلي غرناطة.. وأخبرنا أن علينا أن ندفع مخالفة كبيرة لأننا تجاوزنا السرعة القصوي.. وقد كان المبلغ المطلوب للمخالفة كبير حقا.. ولكن ما استوقفني هو الود الشديد و البسمة المستمرة من رجال الشرطة .. والذين حاولوا جاهدين أن يحدثوننا بالإنجليزية و إن كانوا لا يعرفونها إطلاقا..

تعليق:

إن طيب العيش و الحياة الرغدة الطيبة أمرٌ من الأهمية بمكان.. أن يشعر الإنسان بإنسانيته و أن يعيش حياة كريمة شيء جيد علي كل حال..

إن جميع المتدينين في بلادنا يظنون أن أهل أوروبا يعيشون تعساء بؤساء لأنهم لم يعرفوا الإسلام.. و هذا القول ليس حقا محضا و إن كان فيه بعض الحق..

أعلم أن الحياة المادية تقتل أرواح الناس في كل يوم.. و أن مؤسسة الأسرة قد انهارت في أوروبا.. و أن الشهوات قد اعتلت الحياة الأوروبية..

ولكنب كذلك رأيت أناسا يعيشون حياة طيبة كريمة .. يمرحون و يفرحون.. وإن كانوا ربما يفتقدون لمعني كبير أو لروح معينة يغرسها الإيمان في قلوب المؤمنين.. ولكنهم حياتهم ليست قاتمة و لا بائسة..

أظن أنه الإيمان شجرة باسقة الأوراق عظيمة الثمر.. ولكنها لكي تؤتي ثمرها.. لابد أنت تزرع في أرض صالحة..

أقصد أن حدا من الإنسانية و الحياة الكريمة مطلوب لكي يؤتي الإيمان ثمرته في حياة الناس.. وإلا فالتدين المنتشر في مصر من العام 1970

رحمك الله يا إقبال:

ما أجمل الدين و الدنيا إذا اجتمعا

وأقبح الكفر و الإفلاس بالرجل

No comments:

Post a Comment